مجتمع يرفع شعار نغير ثقافتنا ليقتبس ثقافة مجتمع اخر …. الدكتور علي عبدالرضي / مصر


                                  مجتمع يرفع شعار نغير ثقافتنا  ليقتبس ثقافة مجتمع اخر

                                                         د/علي عبدالراضي / مصر

                                          الباحث في العلوم الانسانية والعلاج النفسي

عضو المجلس العربي للعلوم الاجتماعيةالثقافة هي كل مثير خارجي مادي او معنوي والمعلومات التي تشكل شخصية  الفرد  في ردود افعالة وسلوكة مع محاور البيئة الثلاثة البيئية الطبيعية والبيئية الاجتماعية والبيئة المشيدة  اي انه  إسلوب الحياة الذى يميز  فرد عن غيره  وجماعة عن غيرها ؛ دعونى اسألكم اليوم في ظل الانفتاح الثقافي والمعرفي هل توجد مؤسسة لعمل تنقية للثقافة واعداد جيل يتعامل مع مشكلات مابعد الحداثة ؟

ففي حقيقة الجيل الحالى يشارك اغلبية افراد المجتمع في حالة من الفوضي الثقافية ودخول ثقافات تؤثر سلبا على الهوية والانتماء ودرجة المواطنة بشكل ملموس ؛ ويرجع ذلك الى الآثار النفسية لصدمة فقدان الثقافة بسبب الظروف الاستنثنائية القاسية التي يتعرض لها المجتمع ، والتى يترتب عليها انهيار ثقافته أو انهيار بعض أنماطه وينشأ عن تلك الصدمة فى المجتمعات صدمة الفقدان الثقافي حيث يضطر الفرد للتخلف عن بعض عناصر ثقافة مجتمعة من نظم أو عادات أو قيم ، وذلك ما نشهدة في الشارع المصري وتخلية عن إرثه الاخلاقي وانهيار الشخصية المصرية ، وذلك بسبب ان الفساد الاجتماعى تفشي وانتشر ليحطم كل ماهو قيم يرفع شعار ان القيم والاخلاق لا تأكل عيش وان اردت ان تعيش في هذا المجتمع عليك ان تكون فهلوي (مفتح) وهنا يقصد ان تكون مفتح مثل شوال الارز  كي يسقط  كل ما هو قيم وكل ما هو سوى وتحتفظ  بقش السلوك  ، وهنا نقول لماذا توجه افراد المجتمع لذلك السلوك بسبب انه ايقن ان التجرؤ والصوت المرتفع هو دليل قوه  وان القائمين بالاعمال في المؤسسات تخشي سياسة الصوت المرتفع ومن هنا رفع شعار الصوت المرتفع  وعلى الجانب الاخر سياسة قبول الرشوة ليسقط كل افراد المجتمع وكلة يتفتح او يفسد وهذا ما جعل انتشار سيكولوجية الفساد الادارى شئ  مقبول.

وفي ظل تلك الفوضى الثقافية غاب دور المؤسسات  التثقفية من دور المسرح والادب والدراما والاعلام والنشر الفكري ودور العبادة ليحل محلها منتجات تتناسب مع الفرد الفهلوي (المفتح) لتزيد من فتحاته ، وذلك ما نراه فى دراما رمضان  فتتبنى معظم الاعمال لفكرة البطل البلطاجى الذى يساعد على ان يحدث نسخ وتحديث شخصية المفتح عند الفرد المصري  وتم بالاجماع على طرد الشخصية المصرية وتعتيم شخصية مصر رحم الله  استاذنا (جمال حمدان ) صاحب كتاب شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان .

ومن الكوارث الثقافية  مأزق التجمد ويقصد به  تشبث الأفراد بنسق اجتماعي وثقافي غير منظم ومضطرب بالرغم من عدم صلاحيتة كبديل عن القلق المصاحب لعملية الفقدان الثقافي وهى تظهر بوضوح في الاقتباس من الغرب  او المجتمع الغربي كل الافكار الظاهره دون معرفة المعني  مثل بعض العادات الغربية  في السلوك العام والذوق العام كما هي تعد هناك غير مرغوب فيها  وهنا يقتبس الفرد تلك الافكار .

كما يقتبس البعض المغالاه في التدين والتشدد والتعصب والعرقية الدينية خاصة الفكر الدينى الذي يخدم  ايدولوجيا سياسية .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

لاتعلیق

اترك تعليقاً