نحو رؤية علمية للتاريخ
الدكتور حامد العلي
لا يخفى على ذوي الاختصاص اننا اليوم بأمس الحاجة الى مدرسة فكرية عراقية تأخذ على عاتقها مسألتين.. الاولى اعادة كتابة التاريخ على اسس معرفية عقلية تعتمد منطق البحث العلمي بكل آلياته . والثانية كتابة تاريخ العراق عبر عقلنة الخطاب التاريخي. … ومن هنا يبدأ عملنا.. فعلينا مغادرة التعريف الكلاسيكي للتاريخ .. ان التاريخ سجل احداث الماضي .. فللتاريخ وجه جديد علينا اظهاره. وهو فكرة التنبؤ المستقبلي . فالمؤرخ اليوم هو من يضع ستراتيجيات الحكم السياسي . خذ مثلا (فرانسيس فوكوياما)الذي وضع للادارة الامريكية فكرة نهاية التاريخ . وحلول النظرية الليبرالية محل النظرية البراجماتية في ادارة اميركا . وهذا نعوم شومسكي اليوم يصوغ نظرية (صناعة المستقبل) … ان تأسيسكم لمشروع كبير مثل هذا .. المدرسة الفكرية. انما يضعنا في قلب الحدث ويجعلنا نواكب اخر نظريات علم التاريخ. علينا ان نعرف جيدا ان المسألة ليست بالسهلة لجمود منهج البحث التاريخي في مناهجنا التعليمية. واليوم على الاكاديمي ان يمارس دوره العلمي في تدريس التاريخ وبخاصة لطلبة الدراسات العليا. وان عملنا بالمنهج الجديد انما هو تسليم بعلمية التاريخ. فهل يستطيع المؤرخ العراقي ان يطبق منهج اوجست كونت في كتابة التاريخ. التاريخ لم يعد تاريخ القرون الوسطى في كل تمظهراته فهو التاريخ الذي يقوم على اسس فرانسيس بيكون .
لاتعلیق