تجديد الدعوة لوضع أسس ومرتكزات لمدرسة فكرية تاريخية عراقية
الأستاذ الدكتور
إبراهيم سعيد البيضاني
بهدف تواصل الجهود التي بدأناها منذ أيار عام 2015 بأطلاق الدعوة لتأسيس مدرسة فكرية تاريخية عراقية، وبهدف التحضير لعمل فكري كبير بهذا الاتجاه يقوده الاتحاد الدولي للمؤرخين، نقول اننا نبتغي من وراء دعوتنا لإرساء أسس ومرتكزات لفكر ومدرسة تاريخية عراقية اعتماد منهجية بحث تاريخي جديدة تشكل هوية للمؤرخ العراقي، واعتماد معايير وعناصر تشكل مؤرخ عراقي جديد برؤيا وقدرة جديدة، مؤرخ يمتلك عناصر الفكر والتحليل والثقافة والقيم والمهنية واستيعاب التطورات العلمية العالمية. اذ ان مدرسة فكرية تواكب التطورات الفكرية والمعرفية العالمية تتطلب متصدين يمتلكون قدرات ومواصفات المؤرخ من قدرة عالية في التفكير والتحليل يوظفون ادواتهم من مقالة ومجلة ومنصة الكترونية واي وسيلة تعزز الوعي والثقافة للخوض في غمار دراسات فكرية جديدة وعميقة تشخص الواقع العراقي بشكل دقيق وجريء وتحدد المشكلات حسب الأولوية، والمؤرخ العراقي في اطار المدرسة الفكرية التاريخية العراقية لابد ان يمتلك منهجية بحث وفق المعايير العالمية المعتمدة في الدراسات الإنسانية.
فهل ان الخلل يكمن في دراسة التاريخ او في الفشل في توظيف التاريخ لخلق وعي وثقافة وحلول تشكل صورة لبناء مجتمع امن مستقر.
والقاعدة التي ننطلق منها لبناء أسس مدرسة فكرية تاريخية عراقية تنطلق من منصتين فكريتين هما دراسة المدارس الفكرية العراقية في العصور الإسلامية المختلفة أولا ودراسة وفهم المدارس الفكرية التاريخية العالمية ومعرفة اهم ادواتها ومحركاتها ودراسة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي العراقي لتكوين تصورات علمية ومنهجيات فكرية تاريخية وتحديد أولويات، وفي إطار القراءة المعاصرة يحتم علينا قراءة وتحليل الفكر والمنهجية التاريخية عند المؤرخين العراقيين الرواد في العصر الحديث. فالهدف هو ان نصل الى معرفة العوامل والأسباب وراء التردي والضعف والضياع للامة، ولماذا دون الأمم لا يزال العرب والعراق منهم بعيدين عن ركب الحضارة.
في العصر الحديث فان الطائفية السياسية كانت سببا وعاملا مهما في اضعاف الهوية الوطنية العراقية، وقد اسهم في تغذيتها ساسة ومثقفين ومفكرين، وبالتالي فان تشتيت الجهود الوطنية واضعافها امام اجندات ومصالح دولية وإقليمية، مما سهل عليها تمرير سياستها والهيمنة على مقدرات البلاد، فضلا عن الطائفية السياسية فان الصراعات القومية من جهة والهاء العرب بالصراع في القضية الفلسطينية بعد سلب فلسطين هو الاخر شتت وبعثر الجهود والقدرات في حين ان القادة السياسيين المتصديين لقيادة الحكومات المتعاقبة فشلوا في امتلاك عناصر التطور والتقدم العلمي والتنمية، وبذلك فان التقدم محدود والنجاحات ان وجدت مبعثرة غير مجدية. وبالتالي فانه في الوقت الذي تنعم فيه دول متقدمة بنظم سياسية مستقرة واليات عمل واليات حكم وتطور وحياة اقتصادية فأننا قد نقف في مرحلة من الياس والضياع.
لذلك نحن بحاجة الى عصف ذهني كبير يجيب عن كل هذه التساؤلات ويضع إطار فكري لمدرسة فكرية تاريخية عراقية لها معالم وفلسفة وبرنامج جديد للبحث واليات تفكير وتحليل واولويات، وتحقيق نقلة نوعية في الفكر التاريخي.
لاتعلیق