الاستاذ الدكتور كريم مطر حمزة الزبيدي/ التاريخ الحديث / العراق


الاستاذ الدكتور كريم مطر حمزة الزبيدي / العراق

 

ولد الاستاذ الدكتور كريم مطر حمزة الزبيدي في محافظة بابل / ناحية المشروع عام 1966 واكمل الدراسة الابتدائية والثانوية في مدارسها .

اكمل الدراسة الجامعية في جامعة بغداد / كلية الاداب / قسم التاريخ عام 1989 ، وفي الجامعة نفسها اكمل الماجستير عام 1994 ، وحصل على درجة الماجستير في التاريخ الحديث وفق الامر الجامعي المرقم 813 والمؤرخ 17 / 1/ 1995 من رئاسة جامعة بغداد .

ومن الكلية نفسها حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ المعاصر اختصاص علاقات دولية عام 1999 وفق الامر الجامعي المرقم 10305 والمؤرخ 4 / 8 / 1999  والصادر من رئاسة جامعة بغداد .

عين في جامعة بابل / مركز وثائق ودراسات الحلة بصفة باحث بتاريخ 22/3 /1995 ، وفي الوقت ذاته كان محاضرا في كلية المعلمين (كلية التربية الاساسية حاليا) .

عمل مديرا للمركز ( مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية حاليا ) سنة 2001ومقررا للدراسات الأولية في قسم التاريخ في كلية التربية 2005-2011.  ومقررا للدراسات العليا 2010 -2011 .

رقي الى درجة الاستاذية في 8/ 3 / 2009م وفق الامر الجامعي المرقم ت9869 في 29 / 4 / 2010 م .

حضر العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية ، واشترك في مؤتمر التعاون الثقافي بين العراق وإيران2- 7 مايس –مايو 2011 الذي عقد في طهران ، واشترك في الدورة التدريبية التي اقامتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الهند / جامعة علي كار في تشرين الاول عام 1012 وفقا الامر الوزاري المرقم 4087 في 20/ 9 / 2012م ، كما اشترك في مؤتمر جامعة قناة السوس في مصر للمدة 3 – 7 / اذار / 2013 ، فضلا عن اشرافه ومناقشته لعشرات الرسائل والاطاريح الجامعية وفي عدة جامعات عراقية .ويعمل عند كتابة هذه السطور رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية للعلوم الإنسانية وأستاذا للتاريخ الحديث فيه .

كأي مؤرخ عراقي ينتمي إلى المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة بأجيالها الثلاثة فأنه يحرص على ترصين بحوثه ودراساته من خلال حسن اختيار موضوعاته واستخدام المنهج العلمي التاريخي الصارم والعودة إلى الأصول والمصادر الرئيسية ، ومن ثم تحليل المعطيات ، ومحاكمتها عقليا ، والخروج بالنتائج المرجوة وتقديم الدراسة على نحو متميز واختيار المجلات الأكاديمية المعترف بها علميا لنشر تلك البحوث والدراسات .

 

أ / كتبه المطبوعة :       

1/ الحلة في عهد داود باشا

طبع هذا الكتاب مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية التابع لجامعة بابل عام 2009م ، وحجمه 87 صفحة من الحجم الكبير ، يتناول الكتاب تاريخ الحلة في عهد اخر ولاة المماليك 1817 – 1831 في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

الحلة الفيحاء مدينة عراقية لها خصوصيتها في تاريخها وجغرافيتها وآدابها، وهي بذلك حلقة مكملة لحلقات المدن العراقية. ومن هذا الاتجاه كان علينا بوصفنا مؤرخين سبرغور تاريخ هذه المدينة في مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها. ومنها العهد العثماني الذي لازالت الدراسات التاريخية عنه قليلة وبحاجة الى جهود الباحثين لكشف النقاب عن كثير من احداث التاريخ في الماضي.

مدة حكم المماليك الكوله مند في العراق 1749-1831 هي أحد عهود الحكم العثماني في العراق. ونحن بحاجة الى تسليط الضوء عليه بصورة دقيقة من خلال دراسة تاريخ المدن في ذلك العصر، ومنها تاريخ مدينة الحلة في عهد المماليك الذي استمر زهاء ثلاثة وثمانين عاماً، وهذا يصلح لدراسات اكاديمية متعددة. ومن خلال هذه الاهمية اخترنا مدة آخر والي مملوكي في العراق وهو داوود باشا 1817-1831 لتكون دراستنا عن الحلة ومناطقها في جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

تتكون الدراسة من مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة ، تناول المبحث الاول الحياة العامة في الحلة في عهد المماليك قبل عام 1817، وهو يسلط الضوء على الحركات العشائرية المستمرة في مناطق الحلة ضد المماليك، واهمها حركات الخزاعل، زبيد، خفاجة واليسار، وكانت هذه الحركات المعارضة بسبب سلطة المماليك القاسية تجاه العشائر وخاصة فيما يتعلق بجباية الضرائب، وتناول المبحث ايضاً الهجمات السعودية على مناطق الحلة وموقف الحكومة والعشائر منها. فضلاً عن دراسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الحلة في تلك المدة وذكر الجوانب الصحية والتعليمية والعمران والزراعة والتجارة التي تهم الانسان الحلي، وهي معيار مهم للباحث للحكم على تقدم او تخلف المدينة.

وتواصلاً مع المبحث الاول، اختص المبحث الثاني بالحركات العشائرية المعارضة لحكومة داود في الحلة، ويبدو واضحاً ان العشائر المعارضة في السنوات السابقة لحكم داود هي نفسها معارضة لداود، والسبب ، كما اشرنا سابقاً، هو سوء سلوك جيش المماليك عندما يمر بارض العشيرة فيدمر الزرع ويهدم المساكن ويخرب الانهر والترع، علاوة على ذلك السبب الاساسي في المعارضة وهو الضرائب الباهضة المفروضة على العشائر التي يجب دفعها للحكومة سنوياً. وكانت اهم العشائر المعارضة في الحلة ومناطقها زبيد والخزاعل واليسار والجبور. ومن المعروف ان موقف حكومة بغداد من هذه الحركات كان قاسياً وشديداً بحيث اضحت هذه العشائر ضعيفة وغير مستقرة وتحمل حقداً كبيراً تجاه المماليك.

ومن اهم الحركات المعارضة لداود في الحلة هي حركة نائبة (كتخداه) محمد الكهية، التي اندلعت عام 1824 وسيطر فيها على مدينة الحلة، واضبح الموقف في بغداد خطيراً مما حدا بداود الى بعث عدة حملات عسكرية لمقاتلته وانهاء حركته. ومن المهم ان نذكر هنا ان هذه الحركة لا يكتب لها النجاح دون دعم الحليين، فقد ساندوها وشاركوا في احداثها لتدلل عن مدى تذمر الحليين من الحكومة وسلوك موظفيها في الحلة. وقد استطاع داود بمساعدة بعض العشائر العربية كالعقيليين وأنسحاب آل جشعم من مساندة محمد الكهية، ان يقضي على هذه الحركة المعارضة الكبيرة، وان يستبيح الحلة ويشرد اهلها، مما ولّد تذمراً عاماً في المدينة ضد العقيليين الذين رابطوا في المدينة، وضد المماليك بصورة عامة. وللحركة تطورات اخرى مهمة في الحلة فصلت في ثنايا المبحث الثالث.

وتطرق المبحث الرابع الى الحياة الاجتماعية في الحلة اثناء حكم داود مبيناً عادات سكانها وتقاليدهم، وطبيعة مساكنها، واهم قبائلها، ثم مناقشة الواقع الصحي المتردي في المدينة، والامراض التي اكتسحت المدينة كالهيضة (الكوليرا) التي حصدت آلاف الارواح منهم ولأكثر من موجة. كما كان للتعليم نصيب في هذا المبحث الذي كان تعليماً تقليدياً يعرف بالكتاتيب، وتعليم المساجد. فلا يوجد تعليم حديث في الحلة في ذلك الوقت وبصورة عامة كان المجتمع الحلي في عهد داود مجتمعاً محافظاً على تقاليده العربية والاسلامية.

وللحياة الاقتصادية في الحلة ومناطقها نصيب من خلال المبحث الخامس اذ كانت المدينة تعيش حياة اقتصادية جيدة بسبب التجارة التي كانت نشطة، فالحلة تقع على نهر الفرات وهو الممر الرئيس للتجارة بين البصرة وبغداد في ذلك الوقت، وبذلك ازدهرت التجارة فيها. كما تناول الحياة الريفية الزراعية وتطورها واهم معوقاتها التي كان من اهمها انخفاض منسوب المياه في الفرات بسبب انحدار المياه الى شط الهندية.

2/ سياسات الولايات المتحدة تجاه تركيا

طبع هذا الكتاب في دار الرضوان للنشر والتوزيع في عمان بالاشتراك مع مؤسسة دار الصادق الثقافية في الحلة عام 2012م ، وحجم الكتاب 208 صفحة من الحجم الكبير . يحتوي الكتاب معلومات مهمة عن سياسة الولايات المتحدة تجاه تركيا بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 1960 م .

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية اصبحت الولايات المتحدة في موقع متقدم عالمياً على مختلف الصعد، وحلت تدريجياً محل الدول الكبرى السابقة، بريطانيا وفرنسا، لمتانة اقتصادها وقوة جيشها، من جانب، وللضعف الذي اصاب الدول الغربية اقتصادياً وعسكرياً اثناء مجريات الحرب العالمية الثانية، من جانب اخر.

من نتائج الحرب العالمية الثانية ان ظهر قطبان متنافسان على مناطق النفوذ العالمي، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ، وكل من هذين القطبين كانت له ايدلوجيته الخاصة، ومناطق نفوذه المحددة، ويبدو واضحاً من خلال المقارنة بين القطبين ان الولايات المتحدة كان لها ثقل اوسع من الاتحاد السوفيتي في العالم ، وبالذات في منطقة الشرق الاوسط لاسباب عدة منها: ان الامريكان خرجوا من الحرب وهم في كامل قوتهم، كما انهم ورثوا تدريجياً مناطق نفوذ الدول العظمى السابقة بريطانيا، فرنسا، ايطاليا والمانيا، والحقيقة ان هذه الفترة التاريخية كانت مقدمات لفترة لاحقة بدت فيها الولايات المتحدة اكثر قوة، واوسع نفوذاً في العالم، وهذه الفترة هي ما سمى في منطق العلوم السياسية عصر “الهيمنة الامريكية” الذي اصبح موضع تداول واسع على صعيد العلاقات الدولية، او على صعيد الادب السياسي والاعلامي المعاصر، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

حاول الباحث في هذه الدراسة ان يسلط الضوء على جانب من جوانب “الهيمنة الامريكية” في منطقة الشرق الاوسط ، وفي اقليم من اهم اقاليم هذه المنطقة ، تركيا وفي فترة تعد قمة الحرب الباردة، أي عقد الستينات ، فكلا من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة حاول جاداً ان يجعل من تركيا جسراً يعبر فيه الى بقية اقليم الشرق الاوسط ، وقد نجحت الستراتيجية الامريكية على الساحة التركية بينما فشل السوفيت في ذلك، وكان للأتراك دور مهم في هذه المسألة ، فهم منذ اعلان الجمهورية عام 1923 اتجهوا نحو الغرب بكل ما فيه، وهذه الخطة التي رسمها رمز الاتراك ، مصطفى كمال ، سهلت النشاط الامريكي في تركيا، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية .

والحقيقة ان لتركيا وزن عالمي لما تمتلكه من موقع ستراتيجي مهم للغاية، فهي تقع بين اسيا وأوربا وتتحكم بمضايق البسفور والدردنيل التي تربط البحر الاسود بالبحر المتوسط، كما انها تقع على حدود الاتحاد السوفيتي الجنوبية وتمتلك ثاني أطول حدود معه بالقياس الى الدول الاخرى المحاذية له ، كما أن لتركيا ثقل حضاري وسكاني مهم، وهذا مما حفز الادارة الامريكية للاستفادة من هذه الميزات في جعل تركيا قاعدة امريكية مهمة في الشرق الاوسط تستطيع من خلالها استقطاب بقية دول المنطقة الى جانبها .

كانت الحرب العالمية الثانية نقطة تحول حاسمة في توجهات الولايات المتحدة نحو الشرق الاوسط بشكل عام ، وتركيا بشكل خاص ، وقد حدث التغيير نتيجة تمركز المصالح الامريكية ولاسيما النفطية منها في هذه المنطقة من جهة ، والحركات القومية التي اصبحت على درجة من القوة ومعارضتها للمصالح الاستعمارية من جهة اخرى ، زد على ذلك بروز تهديد جديد لهذه المصالح وهو ما سمي بـ”الخطر الشيوعي” وقد بالغت الولايات المتحدة عبر اجهزتها المختلفة في تصوير حجمه وتأثيراته ، وفي واقع الامر استخدمته “عصا غليظة” لتهديد شعوب المنطقة وانظمتها السياسية ، لكي تنضوي تحت نفوذها وحمايتها ، ومن هذا المنطلق فرضت نفسها قوة بديلة عن القوى الاستعمارية التي انهكتها الحرب لحماية مصالح الغرب وزعيمة له في صراعه مع الكتلة الشرقية ، وعليه فأن دراسة السياسية الامريكية تجاه تركيا 1945-1960 تساعد الى حد كبير على فهم تطور هذه السياسة خلال المراحل اللاحقة بصورة موضوعية ودقيقة وهو ما دفعنا لاختيار هذا الموضوع.

وقد حددنا حقبة هذه الدراسة بين عامي 1945 و 1960، وكانت هناك عدة احداث تصلح لان تكون بداية للبحث مثل دخول تركيا الحرب الى جانب الحلفاء في الثالث والعشرين من شباط عام 1945، او هزيمة المانيا واستسلامها في السابع من مايس، واستسلام اليابان واعلان نهاية الحرب العالمية الثانية رسمياً في الثاني من ايلول ، او وفاة الرئيس الامريكي “روزفلت” في الثاني عشر من نيسان وتولى “ترومان” الرئاسة ، ولكن انطلاقاً من قناعة الباحث بان التاريخ لا يبدأ في نقطة ولا ينتهي في نقطة ، وانما كل حدث تاريخي هو امتداد لما قبله وتمهيداً لما بعده من احداث ، لذلك كان عام 1945 بأكمله وبأحداثه الكبيرة والمترابطة هو نقطة البداية في هذه الدراسة ، واخترنا نهاية حكم “مندريس” على اثر انقلاب 27 مايس 1960 نقطة التوقف لان فترة ما بعد عهد “مندريس” تمثل مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الامريكية  التركية.

قسم البحث على اربعة فصول ، تناول الفصل الاول التغلغل الامريكي في المنطقة المعروفة حاليا بتركيا التي كانت سابقاً الاقليم الاساس للدولة العثمانية وركز فيه على نشاط الولايات المتحدة الاقتصادي والسياسي والثقافي في الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر ، وتواصل في مناقشة هذا النشاط بعد نهاية الدولة العثمانية وبروز الجمهورية التركية عام 1923، مستعرضاً هذا النشاط حتى نهاية الحرب العالمية الثانية .

وعرض الفصل الثاني السياسية الامريكية تجاه تركيا بعد الحرب العالمية الثانية أي خلال الشطر الاكبر من فترة حكم “هاري ترومان”،  فناقش اهمية تركيا في الستراتيجية الامريكية ، وزيادة هذه الاهمية للولايات المتحدة مع بروز القطب الشرقي ومطالبته بأقاليم تركية ، ومشاركة الحماية على المضايق . كذلك سلط الضوء على اهمية مبدأ ترومان ومشروع مارشال على التوجه الامريكي نحو تركيا ، وتثبيت الوجود الامريكي فيها .

وبحث الفصل الثالث التوجه الامريكي نحو تركيا من خلال المشاريع الاقليمية التي زادت من ارتباط تركيا بالمعسكر الغربي عامة وبالولايات المتحدة خاصة ، فناقش الدور الامريكي في قبول تركيا عضواً لحلف شمال الاطلسي ، واهمية هذا الحلف في تعزيز العلاقات الامريكية- التركية ، وكذلك حلف بغداد واهميته للولايات المتحدة والدور التركي في تعزيز الوجود الامريكي في الشرق الاوسط، ويدخل هذا الفصل ضمن السنتين الاخيرتين من حكم “ترومان” والفترة الرئاسية الاولى لحكم “دوايت ايزنهاور”.

واختص الفصل الرابع بمواصلة بحث السياسة الامريكية تجاه تركيا من خلال حلف شمال الاطلسي وحلف بغداد بعد عام 1957، كما ناقش مبدأ ايزنهاور والدور التركي في تنفيذه في منطقة الشرق الاوسط، وناقش مقدمات انقلاب 27 مايس 1960 في تركيا ، والدور الامريكي في هذا الانقلاب .

 

3/ المفتي محمد امين الحسيني واثره في السياسة العراقية

طبع هذا الكتاب في دار العلوم العربية للطباعة والنشر في بيروت عام 2014 ، وحجمه 240 صفحة من الحجم الكبير ،  يحتوي الكتاب معلومات وافية عن شخصية محمد امين الحسيني .

يعد المفتي محمد امين الحسيني من الشخصيات العربية البارزة التي كان لها اثر مهم في الحركة الوطنية في العراق . اذ اسهم في توجيهها وجهة قومية خلال اقامته في بغداد، لاسيما اثره المشهود في حركة مايس التحررية عام 1941م . ومن هنا كان المفتي جديراً بأن تكرس لحياته ودوره السياسي دراسة اكاديمية خاصة .

تأتي هذه الدراسة تواصلاً مع الدراسات والبحوث التاريخية التي تناولت عدداً من الشخصيات التي كان لها اثراً بارزاً في الاحداث السياسية التي عاشتها فلسطين والعراق بالذات.

تحاول هذه الدراسة في حدود الامكان والمتاح ، ان ترسم صورة نطمح في ان تكون جديرة بأحد قادة العرب المفتي محمد امين الحسيني ، وليس التصدي لمثل هذا الموضوع امراً هيناً ، فأن المعلومات التي وصلتنا عنه من مصادر متناثرة ومتضاربة ، الامر الذي يؤلف الصعوبة الاولى التي واجهت الباحث ثم ان تتبع الدور السياسي لرجل عرف بمنهج سياسي غير مستقر ليس امراً سهلاً . كما ان اغلب الذين كانوا على صلة به قد فارقوا الحياة . لنفقد معهم معلومات مهمة تؤلف جزءاً من تاريخنا الحافل بالنضال .

اعتمدت الدراسة على وثائق عراقية وبريطانية منشورة وغير منشورة ، منها وثائق البلاط الملكي المحفوظة في المركز الوطني للوثائق ، ووثائق وزارة الخارجية المحفوظة في وزارة الخارجية العراقية كما ان التقارير البريطانية المنشورة ، وملفات القضية الفلسطينية ، المنشورة ايضاً من ضمن الوثائق التي اعتمدت عليها الدراسة .

وكان للمعلومات التي ابداها الذين عاصروا المفتي وعرفوا جزءاً من حياته مهمة لهذه الدراسة ، فكان كلا من محمد بهجت الاثري وعبد الحميد الهلالي وعلي الصافي وسليم طه التكريتي وفيصل فهمي سعيد وغانم اسماعيل ونجيب الصائغ وخليل ابراهيم حسين قد اسهموا في اغناء البحث بما لديهم من معلومات .

تؤلف المذكرات الشخصية ، في حالة توفرها ، مصدراً اصيلاً لا غنى عنه للغوص في تفاصيل الموضوع . وجاءت مذكرات المفتي محمد امين الحسيني المنشورة في مجلة فلسطين في عدة حلقات ، في مقدمة هذه المذكرات ، كذلك مذكراته المنشورة ضمن كتابه : “حقائق عن قضية فلسطين”،  يضاف لها لقاءات زهير المارديني مع الحسيني في كتابه “الف يوم مع الحاج امين”،  ولكن الباحث حاول ان يتعامل بحذر مع هذه المذكرات حرصاً منه على الدقة في المعلومات .

ان المذكرات التي اعتمد عليها الباحث تنقسم الى قسمين:- الاول: ما يخص المفتي والقضية الفلسطينية، والثاني: ما يخص المفتي وحركة مايس التحررية عام 1941. ففي القسم الأول تأتي مذكرات محمد عزة دروزة “القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها”، واميل الغوري في كتابيه “فلسطين عبر ستين عاماً” ، و”المؤامرة الكبرى” ، واكرم زعيتر في كتابه “الحركة الوطنية الفلسطينية”، وعزت طنوس في كتابه “الفلسطينيون ماض مجيد ومستقبل باهر” . اما القسم الثاني   فتأتي مذكرات كل من صلاح الدين الصباغ وطه الهاشمي وناجي شوكت وفرتيز غروبا في المقدمة .

وقد امدتنا هذه المذكرات بمعلومات مهمة لاسيما ان بعض اصحاب هذه المذكرات قد اسهموا بصورة مباشرة في صنع الاحداث ، واحياناً في صنع القرار في المرحلة التي برز فيها المفتي محمد امين الحسيني .

كان كتاب عيسى ألسفري “فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية” من بين المصادر الاصلية المهمة بالنسبة لموضوع رسالتنا ، لما تضمنه من وثائق ووقائع فلسطينية كان المؤلف من المعاصرين لها ، وهي في حقيقتها تسلط الضوء على الحياة السياسية للمفتي في فلسطين ، وكذلك الحال بالنسبة لكتاب صبحي ياسين “الثورة العربية الكبرى في فلسطين” كونه من الكتب المهمة التي تكشف النقاب عن مرحلة مهمة من حياة الحسيني ، كما ينطبق القول نفسه على كتاب بيان نويهض الحوت” القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين” ، الذي تضمن تحليلاً شاملاً للأحداث السياسية واثر المفتي فيه . كما ان كتاب عبد الوهاب الكيالي “تاريخ فلسطين الحديث” من الكتب القيمة التي تقدم تقريراً للكثير من الاحداث لذلك تم الاعتماد على هذه الكتب في ثنايا الدراسة .

ليس من يتصدى لمعالجة أي موضوع يتعلق بتاريخ العراق المعاصر في العهد الملكي الاستغناء عن مؤلفات المؤرخ عبد الرزاق الحسني الذي ذلل بجهده الكبير صعوبات حقيقية كان يمكن ان تعترض سبيل الباحثين في مختلف جوانب ذلك التاريخ ، فلقد حاول الحسني كشف اغوار “الاسرار الخفية في حركة السنة 1941 التحررية” في كتاب تحول الى مصدر مهم اعتمد عليه الباحث لأعداد دراسته .

ولا يمكن ان ينسى الباحث ما قدمته مجموعة من الدراسات الاكاديمية من مساعدة لل لمام بأبعاد موضوعه وما يتعلق به بصورة افضل، فكتاب كامل محمود خله “فلسطين والانتداب البريطاني” من الكتب القيمة التي اعتمدت عليها الدراسة وكتاب علي محافظة “العلاقات الفلسطينية الالمانية” الذي يعد من الدراسات الجيدة التي تابعت تطور العلاقات بين المانيا وفلسطين . ودراسة اسماعيل احمد ياغي “حركة رشيد عالي الكيلاني” التي تابعت تطورات الحركة القومية في العراق قبل اندلاع الحرب العراقية البريطانية مايس 1941، هذه الدراسة اعتمد عليها الباحث فيما يخص الفصل الثالث، والحقيقة ان هناك مجموعة من الدراسات الجيدة التي برزت كمصادر قيمة لهذه الدراسة منها “عرب معاصرون” لمجيد خدوري و”في مفهوم الزعامة السياسية” لأنيس صايغ و”المقاومة العربية في فلسطين” لناجي علوش.

وقد افدنا من عدد من الكتب الأجنبية ، بما في ذلك المعرب منها: “المانيا الهتلرية والمشرق العربي” للوكازهيرزويز، من المصادر الاجنبية التي راجعها الباحث ولا تخلو مؤلفات العديد منهم من تشويه واضح للحقائق التي تخص نشاط المفتي. اما بالنسبة للصحافة فأنها الفت احد الروافد المهمة التي استقصى منها الباحث معلوماته .

اعتمد الباحث على عدد من المصادر والمراجع الاخرى في اعداد هذه الدراسة، وفيما يتعلق بأبعاد الجو الذي تحرك فيه محمد امين الحسيني، اذ بدونها كان يصعب على الباحث استيعاب هذا الموضوع، وبغض النظر عن ورودها في هوامش الدراسة وسيتم اثبات اسمائها في قائمة المصادر.

تتألف الدراسة من هذه المقدمة وخمسة فصول وخاتمة. يعالج الفصل الاول منها نشأة محمد امين الحسيني ودراسته في القدس والقاهرة واستانبول ، ومشاركته في الحرب العالمية الاولى في صفوف الجيش العثماني، وانتمائه الى “جمعية العهد”، ثم يتطرق الى عودته الى فلسطين وتصاعد نشاطه السياسي فيها. وتوليه منصبي الافتاء ورئاسة المجلس الاسلامي الاعلى، وموقفه من احداث البراق ومشاركته في الوفد الفلسطيني الى لندن 1930.

يمكن عد المدة التي بدأت بالمؤتمر الاسلامي العام في القدس الذي انعقد في اواخر سنة 1931 وانتهت بخروجه من القدس سنة 1937 اطاراً متميزاً في نشاط الحسيني السياسي في فلسطين، ذلك ان المدة المذكورة حفلت بنشاط سياسي واضح له. فمنذ ترؤسه للمؤتمر الذي كان بداية لزعامته السياسية ثم ترؤسه للجنة العربية العليا التي قادت الثورة العربية الكبرى في فلسطين 1936-1939، بعد ذلك هروبه من فلسطين خوفاً من بطش الانكليز الذين لاحقوه حتى استقراره في لبنان، وبناءاً عليه فقد ارتأى الباحث تكريس الفصل الثاني من الدراسة لتتبع هذا الدور.

وتناول الفصل الثالث نشاط محمد امين الحسيني في العراق بين عامي 1939-1941 بعد ان استقر في بغداد، ويناقش الفصل ترؤسه الكتلة القومية فيها، ومواجهته الانكليز واتصالاته بألمانيا ، ثم اثره في حركة مايس التحررية 1941، ومن ثم مغادرته العراق الى ايران بعد فشل الحركة.

يكرس الفصل الرابع من الدراسة لتتبع نشاط المفتي خلال الحرب العالمية الثانية عندما كان ينتقل بين برلين وروما، وهربه الى باريس بعد ان دخلت قوات الحلفاء الى المانيا ومن هناك الى القاهرة لتبدأ مرحلة جديدة من نشاطه السياسي تركز في اثره في الحرب العربية الاسرائيلية 1948-1949، ومن ثم نشاطه السياسي خلال الخمسينات .

وخصص الفصل الاخير من الدراسة لبحث موقف المفتي محمد امين الحسيني من ثورة الرابع عشر من تموز سنة 1958 في العراق وعلاقته مع قادتها لاسيما عبد الكريم قاسم ، ونشاطه في المرحلة الاخيرة من حياته عندما كان مستقراً في بيروت .

ان تشابك احداث الدراسة ودور المفتي فيها دفع الباحث في احيان كثيرة الى الانتقال للتعريف بهذه الاحداث ، متجاوزاً بذلك الحد المسموح فيه لمثل هذه الحالات ، ذلك انه ادرك انه من دون ذلك لا يمكن تحديد موقف المفتي محمد امين الحسيني من هذه الاحداث ودراسة افرازاتها ونتائجها ، لاسيما عندما يتعلق الامر بأحداث فلسطين التي برز الامر جليا عندها.

4/ كوثى ماضيها وحاضرها  تاريخ جبلة حتى عام 2010

طبع الكتاب مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية عام 2011 ، وهو بالاشتراك مع الاستاذ الدكتور يحيى كاظم المعموري ، حجم الكتاب 217 صفحة بالحجم الكبير . يحتوي الكتاب معلومات مهمة عن منطقة جبلة التابعة لمحافظة بابل ، ويعد هذا الكتاب الاول عنها في الجانب التاريخي .

تكتسب الدراسات المحلية اهمية فائقة للذين يتصدون لدراسة التاريخ العام لاي بلد من البلدان، لأنها النواة الاساسية لدراسة التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، فضلا على احتوائه على معلومات دقيقة وتفصيلية تخدم الباحث في التوصل الى احكام واهداف تخص مسيرة البلد والمجتمع .  يزاد على ذلك كله ان الدراسات المحلية للمدن  لم تحظ بالاهتمام اللائق ، ولاسيما في بلدنا العراق ، وانصب اهتمام معظم مؤرخينا وجغرافيينا  ومثقفينا على الدراسات العامة  للعراق دون التركيز  على مدنه واقضيته ونواحيه ، ومن هذا المنطلق اخترنا موضوع دراستنا لمدينة من مدن العراق ، وناحية من نواحيه ،  بلدة موغلة في القدم ،  وذات ارث حضاري تليد ، لم تنل أي اهتمام من كتابنا سوى معلومات متناثرة هنا وهناك في بطون الكتب ، انها كوثى القديمة ، وجبلة اليوم ، او ما تعرف رسميا بناحية مشروع المسيب الكبير.

كوثى القديمة مدينة اثرية عريقة ، ممتدة على مساحة شاسعة مترامية الاطراف ، ولها توابع من المدن والقصبات ، يرجع تاريخها الى اكثر من ستة الاف سنة، فيها ولد سيدنا ابراهبم الخليل عليه السلام ، على افضل الروايات المنقولة عن الامام علي عليه السلام. واستمرت كوثى عامرة في العهود اللاحقة حتى نهاية الدولة العباسية وما بعدها. وعلى الرغم من حصولنا على معلومات قيمة عن كوثى القديمة لكنها تبقى قاصرة مادامت التنقيبات الاثارية في اطلالها غائبة تنتظر من يسبر غورها ويفصح عن مكنونها من الكنوز المعرفية المدفونة تحت التراب .

أعيدت امجاد كوثى في اواسط القرن العشرين الميلادي بافتتاح مشروع المسيب الكبير بعد ان اهملت اراضيها لأكثر من خمسة قرون ، فأحيا هذا المشروع الاراضي وجلب اليها السكان ، وبدأت مدينة جبلة ترث كوثى وتتسع وتتطور مع الزمن وفي مختلف الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .

ان هذا التطور شمل الرجل والمرأة على حد سواء وأخذ الريف منذ السنوات الاخيرة من القرن الماضي يتطور ويرتفع مستواه الاقتصادي والاجتماعي من خلال اهتمام الفلاحين بارضهم والعناية بها وتعليم اولادهم وبناتهم ومتابعتهم حتى اكمال دراساتهم الجامعية، هذه النهضة الثقافية في ناحية المشروع بدت واضحة ليس لسكان منطقة مشروع المسيب الكبير، وانما للأخرين الذين لا يعرفون عن المشروع سوى معلومات قليلة، لذلك نرى ان النهضة الاقتصادية والاجتماعية في المشروع تستحق دراسة اكاديمية مفصلة .

قسمت الدراسة على مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة وقائمة بالمصادر والملاحق. تناول المبحث الاول كوثى القديمة في عصور فجر الحضارة والاكديين والبابليين والفرس الأخمينيين والساسانيين، وفي العهد الاسلامي (الراشدي والاموي والعباسي) . وعلى الرغم من  قلة المعلومات التي حصلنا عليها لهذه المدة الزمنية الطويلة التي قاربت اربعة الاف سنة لكنها مهمة واساسية للدارسين عن كوثى القديمة.

فيما اختص المبحث الثاني بمشروع المسيب الكبير، وبالجانب الزراعي بالدرجة الاولى، اذ ركز على التطورات التاريخية للمشروع بين عامي 1951 و1980، واهتم بمشاريع الري والمساحات الزراعية والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والقوى العاملة والالات الزراعية والمشاريع الصناعية في المشروع .

وناقش المبحث الثالث جوانب متعددة ومتفرقة في ناحية المشروع كالجانب الاداري والمفاصل الادارية للناحية كدوائر الكهرباء والماء والبلدية والشرطة والصحة وهي معلومات مهمة حصل عليها الباحث بجهد استثنائي ، كما تناول هذا المبحث مذكرات الباحث عن المجتمع الريفي من خلال قرية الصمود ، وذكريات كبار السن عن المنطقة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي .

اما المبحث الاخير فتناول الحركة الثقافية في المشروع وهي صفحات موجزة عن الثقافة في ناحية المشروع ، تابع فيها الباحثان التعليم في مناطق المشروع بدءا بالتعليم الابتدائي وتطوراته وابرز المشكلات التي تواجهه ، ثم التعليم الثانوي وتطوراته ، وابرز رواد الحركة التعليمية في الناحية . وكذلك ذكر مجموعة من المثقفين ونتاجاتهم العلمية والادبية بصورة تعريفية موجزة ، ونكرر ما ذكرناه آنفا ان الثقافة في ناحية المشروع بحاجة الى من يجمع تراثها في دراسة علمية مفصلة .

 

5/ الدولة القاجارية  في عهد اغا محمد شاه

طبع هذا الكتاب في دار العلوم العربية للطباعة والنشر في بيروت عام 2014م ، وهو بالاشتراك مع الاستاذ الدكتور فؤاد طارق العميدي ، حجم الكتاب 176صفحة من الحجم الكبير، يحتوي الكتاب معلومات مهمة عن شخصية اغا محمد شاه ونشاطاته .

تعد الدراسات التاريخية الإيرانية ذات أهمية كبيرة لعدة أسباب ، يأتي في طليعتها حاجة المكتبة العراقية العلمية لمثل هذه الدراسات ، إذ ما فيها من دراسات باللغة العربية قليلة ولا تفي بالغرض ، فضلاً عن أن إيران دولة جارة لبلدنا- العراق- ومن الضروري معرفة كل شيء عنها لاسيما تاريخها الحديث، أضف إلى ذلك التوجه الجديد الذي حصل مؤخراً في الجامعات العراقية لاستثمار الظروف الملائمة لكتابة دراسات عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر، ومنها توفر المصادر الكافية التي كتب معظمها باللغة الفارسية ، فضلاً عن سهولة السفر إلى إيران والاطلاع على تلك المصادر عن قرب .

العهد القاجاري 1796-1925م من العهود المهمة في تاريخ إيران الحديث ، ودراستنا الأكاديمية عنه ما زالت قاصرة وتحتاج إلى المزيد من البحث والتأمل ، ومن هذا المنطلق اخترنا موضوع دراستنا لجانب من جوانب تاريخ آل قاجار ، ولمرحلة من أهم مراحل التاريخ القاجاري ، المتمثلة بمدة التأسيس لهذه الدولة التي تحمل أعباءها بالدرجة الأساس أغا محمد شاه .

بذل أغا محمد شاه جهوداً كبيرة في تأسيس الدولة القاجارية استمرت لأكثر من عقدين من الزمن . بدأت هذه الجهود في توحيد آل قاجار، ثمّ توحيد إيران من خلال القضاء على منافسيهم الأقوياء الزنديين والأفشاريين . فضلاً عن مواجهته التدخل الخارجي المتمثل بالتوسع الروسي جنوباً، على الرغم من أنه لم يشتبك مع الجيش الروسي، لكنه اصطدم بأعوانهم وأذاقهم الهزيمة كالجورجيين ، وقسم من حكام شمال إيران .

كانت جهود أغا محمد شاه في جوانب عدة ، إضافة للجانب العسكري ، فكان لديه نشاط إداري واقتصادي وثقافي متميز، وأفكاره في هذا المجال أصبحت القاعدة الأساسية في الحكم في إيران التي سار عليها خلفاؤه من بعده .

تألف البحث من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، تناول الباحث في التمهيد خصائص التطور التاريخي لبلاد فارس قبل اعتلاء أغا محمد شاه الحكم في بلاد فارس وبعده . وتناولنا في الفصل الأول حياة أغا محمد شاه حتى وفاة كريم خان الزند عام 1193هـ/1779م ، وهو دراسة عامة لأوضاع القاجاريين في بلاد فارس أبان الحكم الأفشاري والزندي ، وفي الوقت نفسه دراسة حياة أغا محمد شاه ، ولادته ونشأته ، واشتراكه في قيادة الحملات العسكرية في بداية عمره ، ثمّ اعتقاله من كريم خان الزند عام 1175هـ/1761م ، إلى أن تمكن من الفرار من شيراز بعد وفاة كريم خان الزند عام 1192هـ/1779م .

فيما تناول الفصل الثاني حروب أغا محمد خان حتى نهاية حكم الزنديين في بلاد فارس عام 1209هـ/1794م ، تناولنا فيه جهود أغا محمد خان لتثبيت حكمه ، إذ بدأ بداية حقيقية منذ عام 1779م في حكمه لبلاد فارس ، ليقضي فيه على التمردات والاضطرابات الداخلية على حكمه ، سواء من أخوته أو الأفشاريين أو الخارجين عليه في بلاد فارس ، فضلاً عمّا تناوله من الحروب التي اندلعت بينه وبين الزنديين التي أخذت الكثير من الوقت من أجل تثبيت حكمه بعد أن تمكن من الانتصار عليهم في العديد من المعارك العسكرية .

فيما ألقى الفصل الثالث الضوء على نشاط أغا محمد شاه العسكري وسياسته الخارجية تجاه الدول الإقليمية والكبرى ، متمثلاً بالحروب بين بلاد فارس وروسيا في مدة حكم أغا محمد شاه ، وتأثيرها في العلاقات الخارجية بينهما . وكذلك الحروب التي حدثت بين أغا محمد شاه وإبراهيم خليل خان جوانشير حاكم شوشي في القوقاز، وأيضاً مع هيراكليوس الثاني حاكم جورجيا حليف روسيا ، ومن ثمّ المواجهة التي حدثت بين أغا محمد شاه والروس إثر توغلهم في أذربيجان، كذلك تطرقنا إلى علاقة أغا محمد شاه مع الأفشاريين قبيل تتويجه ، وحروبه مع التركمان بعد التتويج ، وإلى حروبه مع الأوزبك في أذربيجان ، ثمّ تطرقنا إلى سياسته الخارجية تجاه الدول الإقليمية والكبرى ، ومنها مع الدولة العثمانية والعراق والأحواز، ومع أفغانستان وبريطانيا وفرنسا ، لما لهذه الفترة من دور في مساعدة أغا محمد شاه في تثبيت حكمه في إيران، إثر انشغال معظم تلك الدول في مشاكلها الداخلية من جهة، وانشغال قسم منها في أمور الدول الأخرى خارج هذه المنطقة.

فيما كرّس الفصل الرابع في ثقافة أغا محمد شاه وصفاته التي تمتع بها واهتماماته في شؤون الحكم العامة في إيران ونشاطاته منذ السنوات الأولى من حكمه في إيران حتى وفاته ، إذ بيّن هذا الفصل صفات أغا محمد شاه العامة وثقافته وتتويجه شاهاً على بلاد فارس ، بعد أن قضى على الحكم الأفشاري والزندي في إيران. كما تطرق إلى اهتماماته بالجيش القاجاري الذي عدّه الركيزة الأساسية لتثبيت حكمه في إيران، وتركيز سياسته الخارجية تجاه الدول الأخرى، فضلاً عن اهتماماته بالجانب الإداري والقضائي الذي عدّه الركن الأساس للدولة القاجارية وهي في بداية حكمها ، ليحتذي بها خلفاؤه من بعده ، فضلاً عن التطورات التي أدخلوها ، كذلك عُني هذا الفصل باهتمامات أغا محمد شاه بالجانب الاقتصادي في مجال الزراعة والتجارة وتطورهما في إيران، فضلاً عن اهتمامات الشاه القاجاري بالجوانب الاجتماعية والعمرانية والثقافية في أثناء حكمه في بلاد فارس، وتطرق أخيراً إلى اغتيال أغا محمد شاه ، والروايات التي ذكرت بشأن اغتياله .وفي الخاتمة تطرّق البحث إلى بعض الاستنتاجات التي توصل لها الباحثان.

6/ صفحات من تاريخ الحلة

الكتاب مشترك مع الاستاذ المساعد الدكتور يوسف كاظم جغيل الشمري ، طبع الكتاب في المملكة الاردنية الهاشمية بدار الرضوان للنشر والتوزيع بالتعاون مع دار الصادق للطباعة والنشر والتوزيع في الحلة عام 2013م، يتكون الكتاب من 416 صفحة ، وهو بقسمين الاول بعنوان: اعلام ومعالم وحوادث من تاريخ مدينة الحلة ، وقد تكون من 284 صفحة تناول موضوعات عديدة ومتنوعة ترجم خلالها لأعلام بارزين في مدينة الحلة معرجا على مناطق وقرى كانت تابعة لمدينة الحلة واسهمت بشكل واضح في تاريخ المدينة وناقش ايضا الاشكالية القائمة حول موضوعة التمصير والتأسيس بالنسبة للمدينة ، عالج خلاله الموضوع بشكل علمي متطرقا الى الجذور التاريخية التي مرت بها المدينة وصولا الى الحقبة التاريخية التي وصل بها بنو مزيد الى الحلة في الجامعين واسسوا بها مدينتهم، وغيرها من الموضوعات المتنوعة التي يمكن عدها كشكولا لمدينة الحلة وبلغ عدد العنوانات التي تناولها 80 عنوانا مختلفا رتبها حسب حروف المعجم ، مع التركيز على الهوامش الاصلية ذات العلاقة بالموضوع ولم يغفل الرجوع الى المراجع التي تناولت الموضوعات المثبتة وادرج قائمة بثبت المضان في نهاية القسم الاول الذي تطرق للحقبة منذ التأسيس حتى نهاية القرن التاسع الهجري .

اما القسم الثاني فهو تحت عنوان: لمحات من تاريخ الحلة الفيحاء، ويتكون من 150 صفحة عالج خلاله موضوعات عديدة ومتنوعة وهو الاخر يمكن عده دليلا تاريخيا مهما لمدينة الحلة خلال العصور الحديثة اذ انه ترجم لموضوعات قيمة خلال الحقبة التاريخية من 1500 – 1958م، تناول فيه اسر علمية وشخصيات سياسية وفكرية ومناطق وضواحي وقرى تابعة للمدينة ، معرجا على المفاصل ذات القيمة التاريخية العالية في المدينة ، مبينا الدور التاريخي الذي قام به اهل المدينة بالدفاع عنها ضد الهجمات الخارجية والاحتلال الاجنبي المتعاقب الادوار، منتهجا الترتيب الهجائي للموضوعات المتناولة ، رافدا المعلومات المستقات من مناهلها الاصيلة بتعليقات قيمة وتحليل علمي ومنطقي بطريقة ملفتة للنظر للحوادث التاريخية للمدينة ، كما انه اتبع منهجية الاشارة الى المصادر التي تناولت الموضوعات بشكل خاص مبينا بذات الوقت الدراسات التخصصية لكل موضوع واهم المصادر التي تناولته واقربها اختصاصا للموضوع واكثرها قيمة تاريخية ، لاسيما الدراسات الاكاديمية كرسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه ، مبينا بالوقت ذاته البحوث العلمية الرصينة المنشورة بالمجلات العلمية المحكمة ، وكانت خاتمة الكتاب التي وضحت الاستنتاجات المهمة للكتاب هي الاخرى قد اعطت صورة واضحة لاهم ما توصل اليه المؤلفان للكتاب .

7/ الحزب الشيوعي العراقي في لواء الحلة حتى عام 1963

طبع هذا الكتاب طبعتين . الاولى طبعه مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية عام 2008م ، والثانية طبع في دار الضياء للطباعة والنشر في النجف الاشرف على نفقة الحزب الشيوعي في بابل . الطبعة الثانية بحجم 56 صفحة من الحجم المتوسط ، وهو بالاشتراك مع الاستاذ الدكتور ستار نوري العبودي .

سلط الكتاب الضوء على البدايات الاولى لنشوء الحزب الشبوعي في لواء الحلة وابرز نشاطاته وشخصياته حتى نهاية حكم عبد الكريم قاسم عام 1963 . وكذلك الصراع بين الحزب الشيوعي والاحزاب الاخرى وخاصة حزب البعث العربي الاشتراكي وتأثيراته على الحلة وقصباتها .

8/ دراسات في تاريخ تركيا الحديث

تعد الدراسات التركية التي تهتم بدراسة تاريخ تركيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي من الدراسات المطلوبة في الجامعات العراقية ، اقسام تخصصية ومراكز بحثية ، لأهميتها حاضرا ومستقبلا .

وفي الجامعات العراقية يدرس تاريخ تركيا في اقسام التاريخ ، في الدراسات الاولية والعليا ، وذلك ضروري كون تركيا دولة جارة للعراق والعرب ، ومن المهم معرفة كل شيء عنها . ومن هذا المنطلق ألفنا هذا الكتاب عن تركيا المعاصرة ليضاف الى مجموعة دراسات اخرى صدرت عن تركيا ، وليستفيد منه الباحثين والقراء على حد سواء ، وهو اضافة متواضعة الى المكتبة العراقية والعربية .

هذا الكتاب هو مجموعة مباحث تسلط الاضواء على جوانب معينة من التاريخ التركي المعاصر ، وان بعض هذه المباحث نشرت في مجلات عراقية وبعضها الاخر لم ينشر . تناول المبحث الاول الدبلوماسية الامريكية تجاه الدولة العثمانية قبل انهيارها في الحرب العالمية الاولى (1914 – 1918) ، فيه تصورا واضحا عن بدايات التحول الدبلوماسي الاقتصادي في الدولة العثمانية بتأثير من الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة الامريكية التي تزايدت اهميتها الاقتصادية والسياسية منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي . وهذا التحول العثماني نحو الغرب يعد اساس لقرارات تركية لاحقة اهمها التوجه نحو الغرب في كل جوانبه والابتعاد عن الشرق بكل مبادئه .وتعد الولايات المتحدة الصديق الاول لتركيا التي استمرت صداقتها الى يومنا هذا .

وفي المبحث الثاني كان الحديث عن الكرد في تركيا في عهد مصطفى كمال اتاتورك (1923 – 1938) ، وتبدأ الدراسة عن اوضاع الكرد العامة في القرن التاسع عشر الميلادي وثوراتهم ضد الحكم العثماني ، وكانت قد اندلعت اكثر من ثورة كردية ضد العثمانيين طلبا للاستقلال الذاتي ، وتواصلت هذه الثورات في العهد الجمهوري وطالبت بالحكم الذاتي واشهرها ثورة الشيخ سعيد عام 1925م .

وفي المبحث الثالث كان للارمن دراسة مقتضبة عن مكان سكناهم وعلاقتهم بالدولة العثمانية وروسيا ، وتوضيح المذابح المأساوية التي تعرض لها الارمن في نهاية القرن التاسع عشر (1894 – 1896) ، واثناء الحرب العالمية الاولى (1915) ، مركزا على اسبابها ونتائجها على الصعيدين الداخلي والخارجي .

اما المبحث الرابع فتناول الحركة النورسية وتطوراتها في تركيا حتى عام 1960 ، وهي السنة التي توفي فيها زعيمها بديع الزمان النورسي ، وناقش الباحث في هذه الدراسة تأثيرات الحركة في المجتمع التركي من خلال (رسائل النور) التي تعبر عن افكار النورسيين . وكان اصحاب النور ، كما يطلق عليهم احيانا ، يعملون بدبلوماسية مع مؤسسات الدولة ، ويبتعدون عن الجدال والثورية ، وكان هذا من الاسباب التي جعلت لهم قاعدة جماهيرية كبيرة على عكس النقشبندية التي تضائل انصارها من الشعب التركي .

اختص المبحث الخامس بمعاهدة  لوزان التي عقدت عام 1923م في مدينة لوزان السويسرية بين حكومة انقرة التركية  ودول الحلفاء والتي حصلت فيها تركيا على نصر دبلوماسي كبير ، كما كان لهذه المعاهدة ملاحق تتعلق بالعلاقات الثنائية بين تركيا والدول الاوربية ومسألة الدين العثماني .

وفي المبحث السادس نوقشت تطورات التيار الاسلامي حتى عام 1960 ، ومدى مقاومة الاسلاميين لقرارات الحكومة العلمانية ونجاحهم في الظهور على الساحة السياسية .

اعتمد الباحث في تاليف هذا الكتاب على مجموعة من المصادر المتنوعة أسهمت جميعها في اخراج هذا الكتاب في حلته الجديدة، ولعل من اهمها الوثائق الامريكية المنشورة ، ومجموعة من الرسائل والاطاريح الجامعية التي اجيزت من الجامعات العراقية وكتبت عن جوانب من تاريخ تركيا المعاصرة ، وعدد من المؤلفات باللغة العربية لكتاب عرب واجانب افادت الباحث في انجاز هذا الكتاب ،  ومصادر اخرى باللغة الانكليزية فضلا عن مجموعة من الدراسات لمؤلفين عرب نشرت في مجلات عراقية وعربية .

لايسعنا ونحن نوشك على وضع اللمسات الاخيرة للكتاب بان نبوح بأمنياتنا للكتاب النجاح وان يكون ذو فائدة بحثية للباحثين ، وذو قيمة للمكتبة العراقية والعربية . والله من وراء القصد .

 

 

ب / بحوثه المنشورة في مجلات عراقية وعربية :

1- محمد مهدي البصير وأثره في ثورة العشرين       مجلة جامعة بابل

2- تركيا في إستراتيجية الولايات المتحدة بين الحربين العالميتين    مجلة جامعة بابل

3- الأهمية الإستراتيجية للجزر الاريترية       مجلة جامعة بابل

4- التيار الإسلامي في تركيا 1923-1960    مجلة جامعة بابل

5-واقعة عاكف عام 1916    مجلة جامعة بابل

6-التدخل القاجاري في ولاية بغداد في عهد داوود باشا    مجلة جامعة بابل

7-الفكر الاقتصادي للملك فيصل الأول بين النظرية والتطبيق    مجلة جامعة بابل

8-معاهدة أرضروم الثانية قراءة في أسبابها ونتائجها .  مجلة جامعة بابل

9-الحزب الشيوعي في محافظة بابل حتى عام 1963   مجلة جامعة بابل

10 – دبلوماسية الولايات المتحدة تجاه الدولة العثمانية حتى سنة 1918   مجلة جامعة بابل

11 – النورسيون في تركيا ، قراءة في أفكارهم نشاطاتهم حتى عام 1960  مجلة كلية التربية

12 – السياسة الإيرانية تجاه إقليم هرات 1836-1848   مجلة كلية التربية

13 – التطورات الداخلية في إيران 1842  مجلة كلية التربية

14 – مقترحات لتوحيد مناهج دراسة التاريخ في العراق وإيران 1939  كراس خاص مجلس الشورى الايراني  طهران

15 – محمد أمين الحسيني ودوره في الثورة الفلسطينية الكبرى 1936  مجلة كلية التربية

16- التعليم في ناحية المشروع   مجلة كلية التربية

17- حركات المعارضة لحكم داوود 1817 – 1831  مجلة كلية الاداب في جامعة قناة السويس / مصر

18/ كوثى مولد ابراهيم الخليل عليه السلام  مجلة تراث الحلة

وله عدة بحوث مقبولة للنشر في مجلات علمية

وقمت بأعداد كتاب للمرحوم قاسم عبد الامير عجام من اوراقه الخاصة تحت عنوان (مشروع المسيب الكبير دراسة اقتصادية) ، وقام مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية بنشره عام 2010. حجم الكتاب 86 من الحجم الكبير. وقدمت للكتاب كما كتبت خلاصة له ونشرت بعض صور المرحوم ، ويأتي ذلك الكتاب وفاءا للباحث والناقد قاسم عجام

لاتعلیق

اترك تعليقاً